Almadina Magazin

أعراس الحجاز عادات الماضي والحاضر

حين نتكلم عن عادات الأعراس في السعودية لابد من ذكر أمرا مهما وهو أن هذه العادات تختلف بين كل منطقة وأخرى
فمنطقة الحجاز تختلف عن القصيم وعن الجنوب فلكل منها عاداته وموروثاته الخاصة به والتي تكسبها طابعا خاصا بتلك المنطقة حصرا ..
ففي منطقة الحجاز ( الغربية )
وهي تضم مكة المكرمة وجدة والطائف والمدينة المنورة وكل مدينة أو قرية تابعة لهذا الجزء من الخارطة السعودية..

تختلف عادات الماضي عن الحاضر بتفاصيل صغيرة ولكنها لا تزال متماشية مع الأعراس فهي تختلف وتتنوع ما بين ثلاثة احتفالات بثلاثة مسميات وهي الخطوبة والملكة والزواج، فالبدء بحياة جديدة يكون جديرا بالإحتفال به بطريقة ما.. رغم اختلاف وتنوع الإحتفالات بين مدينة وأخرى وأحيانا حتى بين أسرة وأخرى تبعا لما تكون عليه التقاليد وما يُتوارث عن الأجداد، والذي تحرص الأجيال على امتداده والتمسك به ليكون لهم ذكرى مميزة بكل ما للماضي من جمال وعبق..
ومن أهم العادات التي تحدثت عنها السيدة ( أ.م )وهي حرص الأم والأب على البحث عن الزوجة الملائمة لولدهم و ذهاب والدة العريس مع أخته إلى بيت الفتاة كي يتم طلب يدها من والديها رسميا.. ثم انتظار أهل العريس مرور بعض الوقت و أحيانا يأخذ ما بين أيام أو أسابيع كي يسأل والد العروس عن العريس في مكان عمله والحي الذي يقطن فيه ليطمئن عن صلاح الرجل الذي سيزوجه ابنته..وفي حال تم القبول تتم قراءة الفاتحة بين جاهة من أهل الفتاة وعزوتها وجاهة من أهل العريس وعزوته ولا يطلب والد العروس أي مبلغ مالي مهرا لإبنته بل يترك الأمر منوطا للعريس وأهله إذا يكتفي والد العروس بكلمته التي يقولها وهي ( أننا أشترينا رجلا لإبنتنا ) وهذه المرحلة تكون تمهيدا للْمِلْكة وهي عقد القرآن الذي يتم في الحرم المكي الشريف أو أحد المساجد الكبيرة في المدينة على يد المأذون الشرعي ..ويحضرها الرجال بينما في بيت العروس يتم إنتظار الرجال بعد تفويض الفتاة لولي أمرها بالموافقة .. وحين الإنتهاء من عقد النكاح يدعو والد العروس العريس وأهله لتناول مأدبة العشاء في بيته وبالطبع يكون العريس قد جهز كل ما يلزم من علبة المهر التي يضع فيها بعض الجنيهات الفضية أو الذهبية والتي يكون عددها بقيمة المهر المراد دفعه للعروس، وغالبا ما تتم زفة العريس إلى بيت العروس مع أهله وأصدقائه وسط الأهازيج والأغاني وعند الوصول لبيت العروس يبدأ ( الجسيس ) بقراءة القرآن ثم يتغنى بالمديح لأهل العروس وأهل العريس
والمباركة للعروسين وتمني السعادة لهما، أما حفل الزفاف فيبدأ بليلة ( الغُمْرة )وهي حيثما تجتمع النساء في بيت العروس لوضع الحناء لها وتزينها بلباس خاص بتلك الليله فلا يظهر من العروس سوى عينيها ويضعون لها عقودا من الورد حول عنقها ويحتفلون بها طيلة الليل بمناسبة انتقالها إلى بيت زوجها في غضون الأيام القليلة المقبلة ..
ثم تكون ليلة الزفاف وهي ليلة العمر كما تقول (ش. م) حيث يقام الحفل في إحدى القاعات الفخمة في بعض الفنادق أو قاعات الإحتفالات الأخرى وتلبس العروس في هذا اليوم فستانها الأبيض والذي تتباهى به بين عائلتها وعائلة زوجها وقريناتها وتذهب وسط زفة بالسيارة المزينة والمغطاة نوافذها بالإكليل والورد إلى بيتها بصحبة زوجها العتيد …